مكسيم غوركي: سيرغي يسينِن

نمرُّ عبر جسر سيميونوفسكي الذي توقّفنا عليه ونظرنا إلى مياهه السوداء. لا أذكر عمّا كنا نتحدث، ربّما عن الحرب، إذ كانت قد بدأت يومذاك. لقد خلّف يسينِن عندي انطباعاً شاحباً عن صبيّ متواضع، مشتّتِ الذهن بعض الشيء، يشعر أنه لا مكان له في بطرسبورغ الضخمة.

مكسيم غوركي[2] ترجمة نوفل نيُّوف                  في عام 1907 أو 1908 روى ستيفان جيرومسكي[3] لي وللكاتب البلغاري بيتكو تودوروف[4] في مدينة كابري (الإيطالية) قصة صبيٍّ فلاح، من إثنيّة جْمود أو مازور، قادته الصُّدَف إلى مدينة كراكوف البولندية فتاهَ فيها. وأمضى الصبيُّ وقتاً طويلاً يجوب الشوارع، لا يجد منفذاً إلى الفضاء والحقول التي يألفها. وحين أحسَّ، أخيراً، أن المدينة لا تريد أن تطلِقه ركع على ركبتَيه فوق جسرٍ وصلّى ثمّ قفز عن الجسر ملقياً بنفسه إلى نهر فيسْلا، آملاً أن يأخذه النهر إلى الفضاء المنشود. لم يدَعْه الناس يغرق، إلا أنه مات محطَّماً. ذكَّرتني هذه القصّة البسيطة بموت الشاعر سيرغي يسينِن. فقد التقيت هذا الشاعر أوَّل مرّة في بطرسبورغ عام 1914 وكان بصحبة الشاعر كلويف[5]. بدا لي حينها كأنه فتى في الخامسة عشر أو السادسة عشر من العمر. كان أجعد الشعر، أشقر، يرتدي قميصاً دافئاً طويلاً سماويَّ الزرقة، وجزمة على عنقها الطويلة ثنيات صغيرة. كان شديد الشبه بالصور المفرطة الوسامة التي تضعها ساموكيش ـ سادوفسكايا على بطاقات المعايدة تعبيراً عن أولاد السادة بوجهٍ واحدٍ للجميع. كان الوقت صيفاً، وكان الجوّ خانقاً، ونحن الثلاثة نسير في البداية عبر شارع باسينَّيَا، ثمَّ نمرُّ عبر جسر سيميونوفسكي الذي توقّفنا عليه ونظرنا إلى مياهه السوداء. لا أذكر عمّا كنا نتحدث، ربّما عن الحرب، إذ كانت قد بدأت يومذاك. لقد خلّف يسينِن عندي انطباعاً شاحباً عن صبيّ متواضع، مشتّتِ الذهن بعض الشيء، يشعر أنه لا مكان له في بطرسبورغ الضخمة.
حين قرأت أشعاره الرحبة الآفاق، الباهرة، القلبية على نحوٍ مدهش، لم أصدِّق أنّ من يكتبها هو ذلك الصبيّ الذي يلبس على طريقة صور البطاقات، والذي وقفتُ معه ذاتَ ليلٍ على جسر سيميونوف
هكذا هم الفتية النظيفون، سكان المدن الهادئة: كالوغا، أوريول، ريزان، سيمبيرسْك وتَمبوف. هناك تراهم مستخدَمين في المحلات التجارية، وصِبيَة عند النجّارين، وراقصين ومغنّين في الحانات، أو في أحسن الأحوال أولادَ تجّار ميسورين من أنصار "الورع الغابر". بعد مدَّة، حين قرأت أشعاره الرحبة الآفاق، الباهرة، القلبية على نحوٍ مدهش، لم أصدِّق أنّ من يكتبها هو ذلك الصبيّ الذي يلبس على طريقة صور البطاقات، والذي وقفتُ معه ذاتَ ليلٍ على جسر سيميونوف ورأيت كيف يبصق عبر أسنانه على المخمل الأسود للنهر المحصور بين جدارين من الغرانيت. بعد ستِّ سنوات أو سبعٍ التقيتُ يسينِن في برلين، في شقّة أليكسي تولستوي[6]. لم يكن باقيا من ذلك الصبي اللاهي، الأجعد الشعر إلا عيناه الشديدتا الصفاء اللتان كأن شمساً قوية قد غمَّقت لونهما أيضاً. كانت نظرتهما المضطربة وهي تنزلق على وجوه الناس تتغيّر لتنمَّ عن التحدّي والاحتقار تارة، ثم فجأة عن البلبلة والارتباك والارتياب. لقد خُيِّل إليَّ أنه عموماً غيرُ وَدودٍ تجاه الآخرين. وكان واضحاً أنه رجلٌ يتعاطى الشراب. إذ كان جفناه منتفخين، وبياض عينيه ملتهباً، وجِلد وجهِه ورقبتِه رماديٌّ، كالحٌ مثل مَن لا يخرج إلى الهواء إلا قليلاً، ولا ينام جيّداً. وكانت يداه مضطربتين مبسوطتَي الكفّين، كأنهما لقارع طبل. بل وكان كلُّه مضطرباً، شارداً، مثلَ من نسيَ شيئاً مهمّاً ولا يذكر ما هو بالضبط. كانت ترافقه آيسيدورا دونكان[7] وكوسيكوف. ـ إنه شاعر أيضاً، قال عنه يسينِن بصوتٍ خفيض ومبحوح. بالقرب من يسينِن كان كوسيكوف، الشابُّ البادي الوقاحةً، شخصاً زائداً، كما خُيِّل إليّ. كان مسلّحاً بالغيتار، آلةِ الحلاقين المفضّلة، ولكن يبدو أنه لم يكن يحسن العزف عليه. وكنت قد شاهدت دونكان على خشبة المسرح قبل بضعة سنوات من هذا اللقاء، يوم كانوا يكتبون عنها كأنها معجزة، بل وقال عنها أحد الصحفيين شيئاً غريباً: "إن جسدها العبقري يكوينا بلهيب الشهرة".
رقصت آيسيدورا دونكان أمامنا في بيت أليكسي تولستوي أيضاً، بعد أن أكلت وشربت فودكا. لكأن رقصها كان يعبّر عن صراع دونكان بين ثقل العمر وإكراه الجسد الذي أفسده دلال الشهرة والحب
غير أني لا أحبّ ولا أفهم رقصاً مستمَدّاً من العقل، ولم يُعجبني كيف كانت هذه المرأة تركض على الخشبة. بل وأذكر أنه بدا لي محزناً أنها تشعر ببرْدٍ مميت، وأنها تركض، شبهَ عارية، طلباً للدفء، للتملّص من البرد. وقد رقصت أمامنا في بيت تولستوي أيضاً، بعد أن أكلت وشربت فودكا. لكأن رقصها كان يعبّر عن صراع دونكان بين ثقل العمر وإكراه الجسد الذي أفسده دلال الشهرة والحب. إن كلماتي هذه لا تضمر أيّ شيء مهين للمرأة، إنها لا تشير إلا إلى لعنة الشيخوخة. كانت دونكان يومها امرأة مسنَّة، وقد باتت ثقيلة الجسم، ذاتَ وجه أحمر خالٍ من الجمال، يلفّها ثوبٌ آجريُّ اللون، تدور وتتلوّى في غرفة ضيِّقة، تضمّ إلى صدرها باقة زهور مدعوكة ذابلة، وعلى وجهها السمين تجمَّدت بسمةٌ لا تعبِّر عن شيء. هذه المرأة الشهيرة التي مجَّدها آلافٌ من عشّاق الجمال في أوروبّا، ومن أرقى مَن يثمِّنون مرونة الجسد، كانت إلى جانب هذا الشاعر الصغير مثل مراهق، والبديعِ القادم من ريزان، تمثِّل التجسيد الأكمل لكلِّ ما لا حاجة له به. ليس في ما أقول أيُّ تحيُّزٍ أو افتعالٍ وليدِ هذه اللحظة. كلّا، إنني أتحدّث عن الانطباع الذي خلَّفه في نفسي ذلك اليومُ الثقيل، حين كنت أفكِّر وأنا أنظر إلى تلك المرأة، كيف لها أن تُحسَّ بمغزى هذه التنهّدات التي يطلقها الشاعر: ليتني، وأنا أبتسم ناظراً إلى كُومَةِ السنابل، أجترُّ القشَّ بخطم القمر. ما الذي يمكن أن تقوله لها هذه السخريات الأليمة: أمشي مرتدياً هذه القبّعة المخروطية لا من أجل النساء ـ فالقلب لا يستطيع أن يعيش في هيامٍ غبيّ ـ أهوَنُ، بعد تخفيف الحزن، أن يُقدَّم فيها ذهبُ الشوفان للبغلة. كان يسينِن يتكلَّم مع دونكان بالإشارات، بحركات الرُّكَب والمَرافق. وبينما كانت ترقص كان جالساً إلى الطاولة يشرب البيرة، وبطرف عينه يلقي إليها نظرات وهو ممتعض الوجه. ربما في تلك الدقائق بالذات اختمرت في ذهنه كلمات الشفقة الواردة في هذا البيت: لقد اختاروكِ، واستهلكوكِ... وكان يمكن الظن أنه ينظر إلى صديقته نظرته إلى كابوس بات مألوفاً لا يخيفه، لكنه مع ذلك يخنقه. لقد نفض رأسه عدّة مرّات، مثلما يفعل الأصلع حين تدغدغ ذبابةٌ جلد جمجمته. ثم هبطت دونكان على ركبتيها منهَكة وهي تنظر إلى وجه الشاعر ببسمة ذابلة، ثملة. فوضع يسينِن يده على كتفها، واستدار عنها بهدوء. ومرّة أخرى أفكّر: أليس في هذه الدقيقة اشتعلت فيه هذه الكلمات اليائسة بقسوةٍ وإشفاق: ما لكِ تنظرين هكذا بعينيك الزرقاوين الملطَّختَين؟ أم تريدين لكمة على وجهك؟ ... إنّي أبكي، يا عزيزتي. سامحيني... سامحيني... طلبنا إلى يسينِن أن يقرأ من شِعره. فاستجاب من غير تردّد، ونهض بادئاً من مناجاة خلوبوشا[8] بصراخ تمثيلي أوّل الأمر. أيها الكدَر الدمويّ المجنون، المسعور! ما أنت؟ أأنت الموت؟ لكني سرعان ما شعرت بأن يسينِن يقرأ بطريقة مزلزِلة، وبات الاستماع إليه ثقيلاً حتى الدموع. لا أستطيع أن أصف قراءته بأنها قراءة ممثل فنّان، متقنة وما شابه ذلك، إذ إن كل هذه الصفات مجتمعة لا تعبِّر عن طبيعة قراءته. كان صوت الشاعر يدوّي مع قليل من البحّة، والصراخ، والوجع العميق، وهذا ما كان يُبرِز كلمات خلوبوشا على أجلى وجهٍ من الحدّة. وبصدقٍ مدهِشٍ كان مطلب المحكوم بالأعمال الشاقة: أريد أن أرى هذا الإنسان! ورائعاً كان تعبيره عن الخوف: أين هو؟ أين؟ أحقّاً أنه غير موجود؟ حتّى إني لم أصدِّق أن هذا الإنسان الصغير يتمتّع بهذه القوّة العظيمة من الشعور، بكمال هذه القدرة التعبيرية. كان يلوّح بيديه بطريقة لا تتّفق مع إيقاع الأبيات، بل هذا ما كان يقتضيه الحال، لأن إيقاعها لم يكن قابلاً للالتقاط، كان ثقلُ الكلمات الحجرية مختلفَ الأوزان بعناد. بدا كأنه يقذف تلك الكلمات واحدةً تحت قدميه، وأخرى بعيداً، وثالثة في وجه شخص يكرهه أشدّ الكُره. وعموماً، كان كلّ شيء: صوته الأبحّ المتوجِّع، إشاراته الغلط، جذعه المتمايل، عيناه المشتعلتان بالضجر ـ كلّ شيء كان كما ينبغي أن يكون عليه، كلّ شيء في الحالة التي أحاطت بالشاعر في تلك الساعة. بطريقة مذهلة تماماً قرأ يسينِن سؤال بوغاتشوف الذي يتكرر ثلاثاً: هل جُننتَ؟ بصوتٍ عالٍ وغاضب، ثمّ بصوتٍ خفيض تماماً، وهو يلهث يائساً: هل جُننت؟ من قال لك إننا محطّمون؟ وبطريقة حسنة لا توصف، سأل: أحقّاً أنك ستسقط تحت الروح مثلما تحت حِمْل؟ وبعد وقفة قصيرة تنهَّد يائساً، مودِّعاً: يا أعزّائي... الطيّبين... لقد أهاجني حتّى احتقنت حنجرتي ورغبت في البكاء. أذكر أني لم أستطِع أن أقول له أيَّ إطراء، بل وهو، كما أعتقد، لم يكن بحاجة إلى إطراء. طلبت إليه أن يقرأ قصيدته عن كلبة حرموها من جِرائها السبعة وألقوا بهم في النهر. ـ إن لم تكن قد تعبت... ـ إنّي لا أتعب من الشعر، أجاب يسينِن وسأل بارتياب: ـ وهل تعجبك قصيدتي عن الكلبة؟ قلت له إنه، حسب رأيي، أوَّل من يحسن في الأدب الروسي الكتابة عن الحيوانات بهذه المهارة، وبهذا الحبّ الصادق. ـ نعم، إنني أحبّ كثيراً أيَّ حيوان، نطق يسينِن بتفكّر وهدوء، ولم يردَّ على سؤالي عمّا إذا كان يعرف "جنّة الحيوانات" لـ كلوديل[9] أم لا، بل تلمّس رأسه بكلتا يديه وشرع يقرأ قصيدته أغنية عن كلبة. وحين فرغ من قراءة البيتين الأخيرين خبا نشيجُها، وانهال فوق الثلج دمعُها مثلَ نجومٍ من ذهبْ. ترقرقت الدموع في عينيه أيضاً. بعد هذه القصيدة خيِّل لي، رغماً عنّي، أن سيرغي يسينِن ليس إنساناً بقدر ما هو عنصر خلقته الطبيعة للشعر حصراً، من أجل التعبير عن "حزن الحقول" (عبارة س. ن. سيرغييف ـ تصينسكي) الذي لا ينضب، عن الحب لكل ما هو حيّ وعن الرحمة التي يستحقها الإنسان أكثر من استحقاقه أيّ شيء آخر. وبات ملموساً تماماً عدمُ الحاجة إلى كوسيكوف وغيتاره، ودونكان ورقصها، عدم الحاجة إلى برلين أشدِّ مدن براندنبورغ إضجاراً، وعدم الحاجة إلى ما كان يحيط بهذا الشاعر الموهوب على نحوٍ مميّز، والروسيِّ كلّيّاً. أمّا هو فقد أقلقه الضجر. وداعب دونكان، ربما كما كان يداعب صبايا ريزان، مطبطباً على ظهرها واقترح الخروج. ـ إلى أيِّ مكان فيه ضوضاء، ـ قال. قرّرنا: الذهاب في المساء إلى لونا ـ بارك. حين كنا في مدخل البيت نستعد للخروج، شرعت دونكان تقبِّل الرجال بلطف. ـ كتير كويِّس الروس. ـ قالت بطريقة مؤثّرِة. ـ كتير ـ أوووه! ليس هناك... مثَّل يسينِن دور الغيور بفظاظة، ومسح بيده على ظهرها، ثم صرخ: ـ لا تجرئي على تقبيل الغرباء! خطر لي أنه لم يفعل ذلك إلا ليسمي المحيطين به غرباء. تشعّ من لونا ـ بارك بَهْرَجة قبيحة أنعشت يسينِن، فراح يركض متضاحكاً بين الأشياء الغريبة، يتفرَّج كيف يتسلّى الألمان المحترمون بمحاولة رمي كرة في فم قناع كرتوني قبيح، وكيف يتدافعون بعناد للوقوف على سلّمٍ يهتزّ تحت أرجلهم كي يسقطوا بثقلهم عنه فوق فسحة تضطرب وتعلو على شكل أمواج. كان هناك عدد لا حصر له من الألعاب المسلية البسيطة، وكثير من الأضواء، وكانت تدوّي في كل مكان موسيقى ألمانية جيِّدة يمكن القول إنها "موسيقى للبدينين". ـ لقد صنعوا أشياء كثيرة، ولكنهم لم يخترعوا شيئاً مميّزاً، ـ قال يسينِن، وأردف حالاً: ـ لا ألومهم. ثم أسرع فأضاف قائلاً إن فعل "لامَ" أفضل من فعل "انتقص". ـ الكلمات القصيرة أفضلُ دائماً من الكلمات الطويلة. ـ قال. كانت السرعة التي ألقى بها يسينِن نظرة على وسائل الترويح عن النفس مدعاة للشك وتوحي بفكرةٍ فحواها أن الإنسان يريد أن يرى الأشياء من أجل أن ينساها سريعاً. وبينما كان يقف أمام كشكٍ دائري يدور فيه شيء زاهي الألوان، سألني على عجَلٍ أيضاً: ـ هل تظن أن أشعاري شيء ضروري؟ وعموماً، هل الفن، أعني الشعر، ضروري؟ كان السؤال مناسباً أكثر مما يكون في أيِّ مكان آخر، فها هي لونا ـ بارك تعيش بمرح من غير ما حاجة إلى شيلر. إلا أن يسينِن لم ينتظر جواباً على سؤاله، واقترح: ـ فلنذهبْ لنشرب نبيذاً. على الترّاس الكبير لمطعمٍ مكتظّ بالناس المرحين عاود الضجرُ يسينِن، وبات شارداً وعنيداً. لم يعجبه النبيذ: ـ إنه حامض، وله رائحة ريشٍ محروق. اطلبوا نبيذاً أحمر، فرنسياً. لكنه شرب النبيذ الأحمر من غير ما رغبة أيضاً، كأنما من باب الواجب. وظلَّ قرابة ثلاث دقائق يحدِّق بعيداً بتركيز: هناك، عالياً في الهواء، على خلفية سحُبٍ بيضاء كانت تسير امرأة على حبلٍ مشدود فوق بركة ماء. كان يضيئها شررُ نارٍ بِنغاليةٍ فوقها، وكأنما في أعقابها تطير صواريخ تخمد في السحب وتنعكس على ماء البركة. كان ذلك جميلاً تقريباً، إلا أن يسينِن غمغم: ـ يريدون لكل شيء أن يكون أكثر رعباً. بالمناسبة، أنا أحبّ السيرك. وأنت؟ لم يكن يثير انطباعاً بأنه إنسان مدلَّل، متصنِّع، كلّا، بل بدا أنه وجد نفسه في هذا المكان المرح، كما لو بمقتضى الواجب، بحكم اللباقة، مثلما يزور غيرُ المؤمنين الكنيسة. جاء وينتظر بفارغ الصبر أن تنتهي الصلاة قريباً من غير أن تلامس روحه. صلاة لربٍّ غريب عليه. 1926   [1] سيرغي يسينِن (1895 ـ 1925) من أبرز شعراء "العصر الفضّي" في روسيا الثلث الأول من القرن العشرين. "آخرُ شعراء القرية"، كما قال عن نفسه. تبنّت السلطات السوفيتية رسمياً خبرَ انتحاره شنقاً. نال الباحث إدوارد خليسطالوف (1932 ـ 2003) جائزة الدولة التقديرية على تحقيق نشره في عام (1987) مبنيٍّ على أقوال وأدلّة قدّمها شهود، كان لهم صلة بالتحقيقات التي أجريت حول موت يسينِن، يؤكد فيه أن الشاعر قُتِل عمداً ولم ينتحر. [2] مكسيم غوركي (1868 – 1936) أبرز الأدباء الذين ناصروا الثورة الشيوعية في روسيا (1917). كان مقرّباً من لينين وستالين. وكان واسع الشهرة، غزير الكتابة. كتب القصة والرواية والدراما. أمضى في المهجر قبل الثورة وبعدها ما مجموعه 18 عاماً (منها 15 عاماً في إيطاليا). لأسباب أيديولوجية وسياسية نالت روايته الأم شهرة غير مستحقة مقارنة بإبداعه جملة. [3] ستيفان جيرومسكي (1864 – 1925) كاتب بولندي. كان مرشحّاً لنيل جائزة نوبل عام 1924. نال جائزة الدولة التقديرية للأدب عام 1925 على روايته ريح من البحر. [4] بيتكو تودوروف (1879 – 1916) أديب بلغاري، تلقى العلم باكراً في فرنسا وألمانيا. تأثر بالفلسفة وتيار الحداثة ثم أفكار ليف تولستوي. كان صديقاً لمكسيم غوركي. مات بمرض السل في سويسرا. [5] نيكولاي كلويِف (1884 – 1937) زعيم التيار الفلاحي الجديد في الشعر الروسي خلال القرن العشرين. أحد الشعراء المؤثرين في المشهد الشعري في عصره. حظي بتقدير كبير لدي ألكسندر بلوك وسيرغي يسينِن وآخرين كبار. تعرض للسجن مراراً قبل الثورة وبعدها بسبب مواقفه السياسة ومثليته الجنسية الصريحة أيضاً. أعدم رمياً بالرصاص أواخر عام 1937. [6] أليكسي تولستوي (1882 ـ 1945) أديب روسي من سلالة ليف تولستوي. اشتهر برواياته التاريخية وروايات الخيال العلمي. حصل على جائزة ستالين من الدرجة الأولى ثلاث مرات (1941 و1943، والمرة الأخيرة عام 1946 بعد وفاته). [7] آإيسيدورا دونكان (1877- 1927) راقصة أميركية شهيرة. جابت أوروبا كلّها، وفي روسيا تزوجها الشاعر سيرغي يسينِن (1922 ـ 1924). كتابها حياتي نشرته دار اليقظة في دمشق أواخر خمسينيات القرن الماضي من دون ذكر اسم المترجم. [8] اسم محكوم بالإعمال الشاقة في ملحمة يسينِن بوغاتشوف، كُلِّف بالتجسس على قائد تمرد الفلاحين الروس يميليان بوغاتشوف (1747ـ1665)، فانتقل إلى جانب المتمردين وقاتل معهم، ثم أعدم مع بوغاتشوف. [9] مؤلِّف قصة "جنّة الحيوانات" هو الشاعر الرمزي الفرنسي فرانسيس جام (1868ـ1938)، وليس بول كلوديل (1868ـ1955).
هل كان يسوع ثائرًا؟

إنْ كان من دُعيا باللّصين ثائرين، فهل كان يسوع ثائرًا أيضًا؟ لعلّ كتّاب الأناجيل أسقطوا بعضًا من المادة..

أوان
سوريا وتقنين العيش

من دمشق إلى حلب مرورًا بالعاصي فالجزيرة والساحل، توحّدُ السوريين معيشةٌ تُظللها عتمة الأيام، وتتعطل..

أوان
3 أسئلة لبيار ستمبول، الناطق باسم "الاتحاد اليهودي الفرنسي من أجل السلام"

"معظم الجمعيات اليهودية في فرنسا تدعم جرائم إسرائيل وتعتبرنا خونة". ما الذي يقوله بيار ستمبول، الناطق..

أوان

اقرأ/ي أيضاً لنفس الكاتب/ة